القائمة الرئيسية

الصفحات

أخبارواعلانات الجامعة

المماليك البرجية "الجراكسة"

المماليك البرجية "الجراكسة"


المماليك البرجية "الجراكسة"


حكم المماليك البرجية الجراكسة في الفترة من 784 : 923 هجرية / 1383 : 1517 ميلادية وهم يمثلون تلك الفرقة من المماليك التي كونها السلطان المنصور قلاوون لتكون درعاً بشرياً له ولأولاده من بعده وعوناً له ضد ما يواجهه من عقبات ومشكلات. ووقع اختيار المنصور قلاوون على عنصر الجركس الذين يشترون من شمال بحر قزوين وشرقي البحر الأسود حيث يكثر المماليك بأسواق الرقيق هناك وتنخفض أسعارهم -رغم ما يتميزون به من قوة البدن وجمال الصورة- نتيجة لتعرض بلدانهم للغزوات المغولية وتشريدهم من بلادهم، فاشترى منهم قرابة ثلاثة آلاف مملوك أسكنهم بجواره في أبراج قلعة الجبل لذا عرفوا بالمماليك البرجية. 



وإذا كانت هذه الفرقة من المماليك قد حققت للمنصور قلاوون بعض آماله في الزود عنه وعن أبنائه وأحفاده من بعده، مما أدى إلى استمرار أسرة قلاوون في الحكم لفترة كبيرة. إلا أنهم أسقطوا دولته في آخر الأمر، وأعلنوا قيام دولتهم التي كان جميع سلاطينها من الجراكسة فيما عدا السلطان الظاهر خشقدم 865 : 872 هجرية / 1461 : 1467 ميلادية، والظاهر تمربغا 872 هجرية / 1467 ميلادية فهما من أصل يوناني.

وبلغ عدد سلاطين دولة المماليك البرجية "الجراكسة" ثلاث وعشرون سلطاناً من أشهرهم السلطان الظاهر برقوق وابنه الناصر فرج والسلطان المؤيد شيخ المحمودي والأشرف برسباي والظاهر جقمق والأشرف إينال والأشرف قايتباي والأشرف قانصوه الغوري والأشرف طومان باي الذي يعد آخر سلاطين المماليك الجراكسة. 

واتصف عدد كبير من سلاطين دولة المماليك البرجية بحبهم للعلم وتقريبهم للعلماء وكذلك حبهم للبناء وإقامة المنشآت المعمارية كالمساجد والمدارس والأسبلة والبيمارستانات والقيام بأعمال الإصلاح في المسجد الحرام بمكة المكرمة والمسجد النبوي بالمدينة المنورة. 



ومن أهم الأحداث التاريخية التي اتسمت بها دولة المماليك الجراكسة هو ظهور الخطر المغولي مرة أخرى بقيادة تيمور لنك (736 : 708 هجرية / 1335 : 1405 ميلادية ثم ابنه شاه رخ من بعده، وتفاوت رد فعل سلاطين المماليك تجاه هذا الخطر كلاً على حسب مقدرته وامكانياته.

كما تميز هذا العصر بظهور قوة البحرية المملوكية ويتجلى ذلك في الحملات الحربية البحرية التي قام بها السلطان الأشرف برسباي إلى جزيرة قبرص وحملات الظاهر جقمق إلى جزيرة رودس بهدف تأمين سواحل الدولة المملوكية ورد الهجمات التي كانت تقوم بها سفن الجزيرتين والتخلص من معقل المقاومة الصليبية في الشرق حيث اتخذت الجزيرتان معقلاً لتهديد المسلمين.

واتسم عصر المماليك البرجية بالعديد من المشكلات منها تمرد الدول التركمانية الخاضعة لنفوذهم. 


كما انتهى هذا العصر بفقد المماليك للكثير من الثروة التي كانوا يحصلون عليها نتيجة لاحتكار سلاطينهم لحاصلات الشرق وتحكمهم في طرق التجارة مما أدى إلى تذمر الدول الأوروبية وظهور البرتغاليون الذين اكتشفوا طريق رأس الرجاء الصالح وفقد المماليك بذلك المصدر الرئيسي للدخل مما ساعد على انهيار دولتهم.
وكانت نهاية دولة المماليك على يد العثمانيين الذين دخلوا بلاد الشام عام 921 هجرية / 1516 ميلادية ودخلوا مصر 922 هجرية / 1517 ميلادية وأعلنوا سقوط الدولة المملوكية وتبعية مصر للخلافة العثمانية.